ترامب يهدد حماس بـ«الجحيم» ويمنحها مهلة أخيرة للرد على خطته لإنهاء حرب غزة

منح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم الجمعة، حركة حماس مهلة حتى العاشرة مساء الأحد بتوقيت غرينتش، للرد على خطته لإنهاء الحرب في غزة. وأكد ترامب أن رفض الخطة يعني مواجهة ما وصفه بـ”الجحيم”.
ونشر ترامب عبر منصته “تروث سوشال” رسالة قال فيها: “أمام حماس حتى السادسة مساء الأحد بتوقيت واشنطن للرد على الاتفاق. إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق نهائي، ستفتح أبواب الجحيم كما لم ير أحد من قبل”.
قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس محمد نزال، في مقابلة مع قناة الجزيرة، إن الحركة تسلمت الخطة يوم الاثنين الماضي. وأوضح أن قيادات الحركة بدأت مشاورات داخلية وخارجية لدراسة بنودها، لافتًا إلى وجود ملاحظات سيتم الإعلان عنها قريبًا. وأضاف أن النقاش حول الخطة ينطلق من هدف أساسي وهو “وقف الحرب والمجازر”.
إلا أن تقارير صحفية أشارت إلى أن بعض قيادات الحركة في قطر أبدت استعدادًا مبدئيًا لقبول الخطة مع تعديلات، غير أن تأثيرها يظل محدودًا، نظرًا لأنها لا تتحكم في ملف الرهائن داخل غزة. وتشير التقديرات إلى أن حماس ما زالت تحتجز 48 رهينة، بينهم 20 فقط على قيد الحياة.
الخطة التي طرحها ترامب وتتألف من 20 بندًا، حصلت على موافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وتنص على نزع سلاح حماس بشكل كامل، ومنعها من المشاركة مستقبلًا في حكم قطاع غزة. كما تشترط تسليم جميع الرهائن خلال أول 72 ساعة من وقف إطلاق النار، وهو ما قد يفقد الحركة ورقة التفاوض الأساسية.
مع ذلك، يساور قادة الحركة شكوك بشأن التزام إسرائيل بالاتفاق. ويخشى بعضهم أن تستأنف تل أبيب عملياتها العسكرية بعد استلام الرهائن، خاصة بعد الغارة الجوية التي نفذتها إسرائيل في سبتمبر/أيلول 2025 على الدوحة، والتي استهدفت قيادات من حماس.
أفادت وسائل إعلام إسرائيلية أن نتنياهو سيعقد اجتماعًا خاصًا يوم الجمعة بمشاركة كبار قادة المؤسسة الأمنية. وسيركز الاجتماع على تقييم الوضع في غزة في ظل الحديث عن رفض محتمل من جانب حماس للخطة الأمريكية، إضافة إلى بحث التصعيد المتزايد في الضفة الغربية الذي قد يؤدي إلى مواجهات واسعة.
وفي السياق ذاته، نقل مراسل “بي بي سي” في غزة أن وسطاء تواصلوا مع القائد العسكري للحركة عز الدين الحداد، الذي أبدى رفضًا قاطعًا للخطة. وقال إن الهدف منها القضاء على حماس سواء وافقت أم رفضت، مؤكدًا عزمه الاستمرار في القتال.
على الجانب الإنساني، قامت منظمات دولية، بينها منظمة الصحة العالمية والصليب الأحمر، بإجلاء عدد من الأطفال الخدج من مستشفى الحلو الدولي شمال غزة إلى مستشفى ناصر جنوب القطاع. وتمت عملية الإجلاء وسط ظروف صعبة، حيث اضطر الطاقم الطبي لعبور شوارع مدمرة بينما أزال رجال الطوارئ الأنقاض لتسهيل مرور سيارات الإسعاف.
وأكدت منظمة الصحة العالمية أن 14 مستشفى فقط من أصل 36 ما زالت تعمل بشكل جزئي داخل القطاع. كما حذرت من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية.
وأوضحت أن نحو 42 ألف شخص في غزة أصيبوا بإصابات خطيرة تُغير مجرى حياتهم، بينهم آلاف الأطفال. وأضافت أن أكثر من 5000 مريض معرضون لخطر بتر أطرافهم إذا لم تصل المساعدات الطبية بشكل عاجل.
يقف المشهد الآن عند مفترق طرق حاسم: إما أن توافق حماس على خطة ترامب رغم بنودها القاسية، أو ترفضها وتفتح الباب لمزيد من التصعيد العسكري، ما قد يفاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها سكان غزة.
المصدر : CNN عربية