إثيوبيا تهاجم القاهرة وتُنكر مسؤولية سد النهضة عن فيضانات السودان
في تصعيد جديد للأزمة بين القاهرة وأديس أبابا، ردّت إثيوبيا بقوة على تصريحات وزارة الري المصرية التي حمّلت سد النهضة مسؤولية الفيضانات التي شهدها السودان مؤخراً.
وقالت وزارة المياه والطاقة الإثيوبية في بيان رسمي إن تصريحات مصر “مليئة بالمغالطات والتشوهات”، مؤكدة أن أديس أبابا ترفض ما وصفته بـ”الوصاية المصرية ومحاولتها التحدث باسم جيرانها”.
وشدد البيان على أن الفيضانات الأخيرة في السودان “ناتجة عن زيادة تدفق مياه النيل الأبيض، وهو رافد لا علاقة له بإثيوبيا أو بسد النهضة”. وأضاف أن “السلطات السودانية أوضحت أن التغيرات المناخية وتضرر البنية التحتية خلال النزاع كانت من الأسباب الرئيسية لتفاقم الأوضاع”.
من جانبه، صرّح وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي من بورتسودان بأن “عدم التنسيق في تشغيل السد تسبب في فيضانات عارمة”، مضيفاً أن “التحركات الأحادية لإثيوبيا تشكل خرقاً واضحاً للقانون الدولي”.
ولا تزال الخلافات الثلاثية بين مصر والسودان وإثيوبيا حول ملء وتشغيل سد النهضة دون حل منذ بدء المشروع عام 2011. فبينما تطالب القاهرة والخرطوم باتفاق قانوني ملزم، تؤكد أديس أبابا أنها لا تنوي الإضرار بأي طرف وأن المفاوضات يمكن أن تستأنف في أي وقت.
تبدو أزمة سد النهضة أشبه بلعبة توازن دقيقة بين الحق في التنمية والحق في الحياة، حيث تحاول كل دولة الدفاع عن مصالحها في ظل تغيرات مناخية متسارعة، وصراع إقليمي على المياه قد يرسم مستقبل العلاقات في حوض النيل لسنوات قادمة.
المصدر : الجزيرة
