النفط يهبط نحو 52 دولاراً في 2026 وسط وفرة الإمدادات وتراجع الطلب العالمي

تتجه أسعار النفط نحو الانخفاض خلال العامين المقبلين، في ظل توقعات بتجاوز نمو الإمدادات العالمية للطلب. ووفق تقديرات إدارة معلومات الطاقة الأميركية، من المتوقع أن يتراجع متوسط سعر خام برنت من نحو 69 دولاراً للبرميل في عام 2025 إلى 52 دولاراً فقط في عام 2026.
وأوضحت الإدارة في تقريرها الشهري أن المخزونات العالمية من النفط سترتفع بمعدل 2.6 مليون برميل يومياً خلال الربع الأخير من عام 2025، ومن المرجح أن تظل مرتفعة طوال العام المقبل، ما سيشكل ضغطاً هبوطياً على الأسعار.
كما توقعت الإدارة أن ينمو استهلاك الوقود السائل بمعدل 1.1 مليون برميل يومياً سنوياً، مدفوعاً بشكل أساسي من الدول الآسيوية غير الأعضاء في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية. ومع ذلك، فإن هذا النمو لن يكون كافياً لمعادلة الزيادة في الإمدادات، رغم أن عمليات بناء المخزونات الاستراتيجية في الصين ساهمت في دعم الأسعار جزئياً خلال العام الجاري.
وفي المقابل، أعلن تحالف أوبك+، الذي يضم ثماني دول أبرزها السعودية وروسيا والإمارات والعراق، عن تخفيف جزئي لخفض الإنتاج الطوعي بمقدار 137 ألف برميل يومياً بدءاً من نوفمبر/تشرين الثاني المقبل. وجاء القرار عقب اجتماع عقد في الخامس من أكتوبر 2025، حيث ناقش الوزراء تطورات السوق وتراجع مستويات المخزون العالمي إلى مستويات تدعم الأسعار.
وعلى الرغم من هذه التطورات، شهدت الأسواق ارتفاعاً طفيفاً في الأسعار يوم الأربعاء، مع تراجع المخاوف من تخمة المعروض مؤقتاً بعد استيعاب الأسواق لقرار أوبك+. وصعدت العقود الآجلة لخام برنت بمقدار 40 سنتاً أو 0.6% لتسجل 65.85 دولاراً للبرميل، كما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بمقدار 44 سنتاً أو 0.7% ليصل إلى 62.17 دولاراً للبرميل.
وقال أرن لوهمان راسموسن، كبير المحللين ورئيس قسم الأبحاث في شركة Global Risk Management، إن الأسواق تتوقع أن تحافظ أوبك+ على توازن الإمدادات، مشيراً إلى أن التحالف سيتدخل إذا بدأت المخزونات بالارتفاع مجدداً. وأضاف أن هناك تفاؤلاً بأن الصين ستواصل شراء الخام لإعادة ملء احتياطاتها الاستراتيجية، لكنه حذر من احتمالية حدوث هبوط واضح في الأسعار نحو مستوى 60 دولاراً للبرميل.
وأوضح راسموسن أن زيادة حجم النفط المخزّن في البحر تعد عادةً إشارة مبكرة على ارتفاع المخزونات العالمية، لافتاً إلى وجود علاقة عكسية واضحة بين عدد البراميل العائمة وأسعار النفط. كما أشار إلى أن النطاق بين 60 و64 دولاراً للبرميل يمثل مستوى جذاباً لتأمين عقود الشراء لعام 2026.
وتؤكد التطورات الأخيرة دخول سوق النفط مرحلة جديدة من التقلب السعري، حيث يتأثر التوازن بين العرض والطلب بعوامل متعددة، منها قرارات أوبك+، والسياسات الصينية، والظروف الاقتصادية العالمية. ومع استمرار حالة عدم اليقين، قد تصبح السنوات المقبلة اختباراً حقيقياً لقدرة المنتجين والمستهلكين على التكيف مع سوق نفط أكثر مرونة وتغيراً من أي وقت مضى.
المصدر: CNN