العبابنة، دليل سياحي ام حالة ثقافية مكتملة؟


“قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون” صدق الله العظيم.
مولع بالتاريخ منذ زمن، يهوى الآثار والسياحة وزبائنه المختلفين الناطقين بالعربية والإنجليزية من شتى بقاع العالم.
ليس فقط هو دليل سياحي، بعلاقة وثيقة مع نقيب الأدلاء السياحيين ومكاتب السياحة بل هو أيضا يحمل درجة الدكتوراة في الإدارة المالية، ما أثرى عمقه العلمي والثقافي.لست بحاجة لأن تعرفه لفترة طويلة ليهاجمك بابتسامة دافئة ويغدق عليك بمعلومات تاريخية واثارية وجغرافية ساحرة، وهو اصلا ذو طابع مرح لا يجد للكلام جدوى إن لم يكن فيه شيء من الضحك والمرح.


إنه د. احمد العبابنة، الدليل السياحي الشهير في المملكة الأردنية الهاشمية ، لا يمارس الدلالة السياحية وانما يحبها كذلك، وكما أنه كريم بالمعلومات فهو شغوف بالتعلم، فهو حالة ثقافية، أكثر من كونه دليل سياحي فقط.صحيح أن الآثار المصرية هي أعظم اثار العالم، وصحيح أن تاريخ العراق هو أعرق تاريخ في العالم، إلا أن الاردن، كونها بلد ينتمي لبلاد الشام ، هي اكثر بلد تعاقبت عليها حضارات في العالم.

فهم د. العبابنة، لقضية وجود الإنسان الحجري في عين غزال ، في الاردن سابقا، ثم حكم الكنعانيين ، في العهد البرونزي، لجزء من الاردن وحكم الاراميين والاشوريين ثم الفرس و اليونانيين للاردن، يجعل الرحلة معه كأنها سفرة بالابعاد الأربعة.لا تشعر بالملل معه، لكمية العصف الذهني الذي تولده الرحلة إذ تخرجان سوية.

كذلك أثناء الرحلة يستعرض معك بعض المعلومات الخاصة باللهجات العربية واللغات الآرامية والسريانية والكنعانية، ويتكلم معك ببعض المعلومات الدينية الخاصة بالمواقع الأثرية المختلفة، قبور الصحابة، المغطس، جبل نيبو، وغيرها، ويتكلم معك بما ورد في القرآن الكريم والإنجيل والأحاديث النبوية، فيما يتعلق بالموقع الاثري الذي تزوره وإياه.خير جليس في الزمان كتاب، وهذا الرجل كتاب متحرك، تحياتنا له وللسائرين على دربه لنشر سياحة ممتعة نظيفة هادئة بعيدة عن الضجيج والمجون والسخافات…


بقلم: د. احمد محمود السالم



اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى