الصمت الانتخابي في سوريا قبيل أول انتخابات برلمانية بعد سقوط الأسد

دخلت سوريا، اليوم السبت، مرحلة الصمت الانتخابي استعداداً لأول انتخابات لمجلس الشعب منذ سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، والمقرّر إجراؤها غداً الأحد.

وأعلن نوار نجمة، المتحدث باسم اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب، أن الحملات الانتخابية انتهت رسميًا، مؤكداً أن التصويت سيجري تحت مراقبة وسائل إعلام محلية وعربية ودولية، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء السورية “سانا”.
وأوضح نجمة أن فرز الأصوات سيبدأ فور انتهاء عملية التصويت، مشيرًا إلى أن النتائج الأولية ستُعلن تباعًا من مختلف المحافظات. وأضاف أن مراكز الاقتراع جُهزت بجميع الوسائل الضرورية لضمان سير الانتخابات بشكل منظم وآمن.
وتُعد هذه الانتخابات الأولى في المرحلة الانتقالية تحت قيادة الرئيس أحمد الشرع. وتواجه العملية تحديات كبيرة، أبرزها خروج ثلاث محافظات عن السيطرة الحكومية، وهي: الرقة، الحسكة، والسويداء، إضافة إلى وجود ثمانية ملايين لاجئ ونازح داخل وخارج البلاد.
وسيتم الاقتراع بطريقة سرّية ومباشرة في يوم واحد، ولمدة ثلاث ساعات قابلة للتمديد. ويحق للمرشحين أو لوكلائهم حضور ومراقبة العملية الانتخابية.

ويتكوّن مجلس الشعب الجديد من 210 أعضاء، يُنتخب منهم 140 عبر لجان وهيئات فرعية في المرحلة الأولى، فيما يُعيَّن الثلث المتبقي بمرسوم من رئيس الجمهورية. وتشكل الكفاءات وأصحاب التخصصات المتنوعة 70% من الهيئات الناخبة، بينما يشكل الأعيان والوجهاء 30%.

وتمتد مدة ولاية المجلس إلى 30 شهراً قابلة للتجديد، ضمن مرحلة انتقالية تبلغ أربع سنوات، مع إمكانية تمديدها لعام إضافي. وسيتولى المجلس مهام تشريعية وتأسيسية تشمل اقتراح القوانين وتعديلها، والمصادقة على الموازنة العامة والمعاهدات الدولية، وإقرار العفو العام.

كما سيُكلَّف المجلس بإعداد دستور دائم للبلاد، يُعرض لاحقاً على استفتاء شعبي، تمهيداً لإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية ومحلية بعد استقرار الأوضاع الأمنية.
وتأتي هذه الخطوة بعد ثلاثة أشهر من إصدار الرئيس أحمد الشرع المرسوم رقم 66 لعام 2025، الذي نص على تشكيل اللجنة العليا لانتخابات مجلس الشعب.

في سياق متصل، يرى مراقبون أن هذه الانتخابات تمثل اختباراً حقيقياً لقدرة الدولة السورية على بناء مرحلة جديدة أكثر استقراراً، وتشكّل خطوة أولى نحو إعادة صياغة المشهد السياسي في البلاد بطريقة تعكس إرادة الشعب وتطلعاته لمستقبل أفضل.

المصدر: الجزيرة + الصحافة السورية