هجوم على كنيس يهودي في مانشستر يسفر عن قتلى وجرحى في يوم الغفران

شهدت مدينة مانشستر صباح الخميس هجوماً مروعاً استهدف كنيساً يهودياً في منطقة كرومبسال، وأسفر عن مقتل شخصين وإصابة أربعة آخرين بينهم حارس أمن، وذلك خلال يوم الغفران، أقدس أيام التقويم اليهودي.


وأوضحت شرطة مانشستر الكبرى أنها تلقت بلاغاً عند الساعة 9:31 صباحاً بالتوقيت المحلي عن سيارة صدمت مصلّين أمام كنيس “هيتون بارك هيبرو كونغريغيشين”. وبعد الحادث مباشرة، أقدم رجل على طعن عدد من الأشخاص.
وأضافت الشرطة أنها أعلنت حالة الطوارئ “بلاتو” الخاصة بمواجهة الهجمات الإرهابية واسعة النطاق. وبعد دقائق من البلاغ، أطلقت قوات الأمن النار على المهاجم وأصابته، كما تم استدعاء وحدة إبطال القنابل إلى الموقع.


وفي مقطع فيديو متداول، ظهر صوت أحد رجال الشرطة وهو يصرخ: “ابتعدوا، لديه قنبلة، ابتعدوا فوراً!”. وأكدت الشرطة أن أربعة مصابين يتلقون العلاج حالياً، بينما فارق اثنان الحياة متأثرين بجراحهما. كما جرى إخلاء المصلّين بعد أن احتُجزوا داخل المبنى حتى تأمين المنطقة.


شهود عيان وصفوا المشهد بـ”المروّع”. وقال أحدهم إنه شاهد رجلاً ينزف على الأرض، بينما كان آخر يحاول تحطيم نافذة المبنى بسكين، قبل أن تتدخل الشرطة وتطلق النار على المهاجم.


من جانبه، وصف عمدة مانشستر الكبرى آندي برنهام الحادث بأنه “خطير للغاية”. فيما أعلنت الحكومة البريطانية نشر قوات إضافية من الشرطة لتأمين الكنس اليهودية في مختلف أنحاء البلاد.
أما رئيس الوزراء كير ستارمر، فعبر عن صدمته قائلاً: “سنفعل كل ما في وسعنا لحماية مجتمعنا اليهودي”. وأكد أنه ترأس اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية فور عودته من قمة دولية.


وفي بيان رسمي من القصر الملكي، أعرب الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا عن “حزن عميق وصدمة بالغة”، وأكدا أن صلواتهما مع جميع المتضررين. كما أشادا بسرعة استجابة أجهزة الطوارئ.


كذلك وصفت كيمي بادنوتش، زعيمة حزب المحافظين، الهجوم بأنه “اعتداء مشين على المجتمع اليهودي”، معتبرة أنه “مقزز ومرفوض”.


ولا تزال الشرطة تطالب المواطنين بالابتعاد عن المنطقة، بينما تواصل التحقيقات لتحديد هوية المهاجم ودوافعه.
وفي السياق نفسه، أكدت خدمة “بي بي سي” لتقصي الحقائق أن صورة ثابتة جرى تداولها على أنها تُظهر منفذ الهجوم، التُقطت بالفعل من موقع الحادث. وبيّنت أن مظهر الرجل في الصورة يطابق ما شوهد في مقطع الفيديو الموثق للحظة إطلاق النار عليه.


كما شوهدت مروحية تابعة لقوات النخبة الجوية الخاصة (SAS) تحلّق فوق الموقع. وتُعرف هذه القوة باسم “الرعد الأزرق”، وهي مخصصة لمكافحة الإرهاب. وقد جاء تشغيل هذه الطائرات بعد موافقة رسمية من لجنة الطوارئ في مكتب مكافحة الإرهاب، التي من المقرر أن تعقد اجتماعاً لاحقاً اليوم لمتابعة التطورات.


وبشكل عام، يكشف هذا الهجوم عن تصاعد المخاوف الأمنية المرتبطة باستهداف دور العبادة في أوروبا، يأتي هجوم مانشستر ضمن سلسلة هجمات متكررة ضد اليهود في أوروبا.

السلطات البريطانية شددت الإجراءات الأمنية لحماية الكنس والمصلين، بينما تواصل التحقيقات لكشف هوية ودوافع المهاجم الحقيقة، في محاولة لمنع تكرار مثل هذه الهجمات.

المصدر: BBC

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى